جمعية البنوك اليمنية - صنعاء بتاريخ: 2025/10/17
-التعاون وتبادل الخبرات بين البنوك، والالتزام بالتعليمات الرقابية، سيساهم في بناء بيئة مالية أكثر أمانًا واستقرارًا
أكد الأستاذ علي الحيمي مدير إدارة الامتثال في بنك التسليف التعاوني الزراعي - كاك بنك - أن الامتثال لم يعد مجرد التزام تنظيمي، بل أصبح عنصرًا استراتيجيًا أساسيًا لحماية سمعة المؤسسات المالية وضمان استمراريتها.. مشيرا إلى أن التوجه نحو التحول الرقمي المصرفي وتوظيف التقنيات الحديثة لتقديم الخدمات المالية، أمور تقتضي ضرورة العمل على مواءمة نظم الامتثال مع هذه التطورات لتوفير حماية استباقية للبنوك والمؤسسات المالية ضد الجرائم المالية والإلكترونية والتقنية.. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:
حوار - مدير التحرير
*في البداية حدثونا عن إدارة الامتثال في البنك كونها تشكل أهم إدارة للدفاع عن البنك من الاختراقات والتزوير؟
تعتبر إدارة الالتزام (الامتثال) من أهم الإدارات في البنك وهي تمثل خط الدفاع الأول لحماية البنك من المخاطر المرتبطة بالاختراقات، التزوير، وغسل الأموال، وتمويل الارهاب، والاحتيال، والفساد، وغيرها من التحديات المتزايدة في البيئة المصرفية المعاصرة.
ولا يقتصر دور إدارة الامتثال على التأكد من الالتزام بالتشريعات والأنظمة المحلية والدولية فقط بل يتعدى ذلك إلى بناء ثقافة داخلية قائمة على الامتثال والشفافية، وتعزيز الوعي المصرفي والمؤسسي لدى الموظفين في جميع المستويات.
ويمكن القول بأن إدارة الالتزام (الامتثال) أصبحت شريكًا استراتيجيًا في صياغة السياسات والإجراءات التي تضمن استمرارية العمل المصرفي، إلى جانب مراقبة العمليات المصرفية اليومية لرصد أي مؤشرات تدعو للشك أو تستدعي التحقيق كما تولي هذه الإدارة اهتماما خاصا بالتحول الرقمي والتقنيات الحديثة، وتعمل على مواءمة نظم الامتثال مع هذه التطورات لتوفير حماية استباقية ضد الجرائم المالية والإلكترونية والتقنية.
وعليه فإن إدارة الامتثال تسهم بشكل مباشر في تعزيز ثقة العملاء، وحماية سمعة البنك، وضمان تطبيق أفضل الممارسات المصرفية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
*هل هناك اهتمام من قبل الإدارة العليا للبنك بهذا الجانب وبماذا يتمثل هذا الاهتمام؟
تدرك الإدارة العليا للبنك أن الامتثال هو عنصر ثقة أمام الجهات الرقابية والعملاء والمساهمين ولذلك هناك اهتمام كبير من قبل الإدارة العليا بجانب الامتثال في البنك وذلك من خلال تخصيص الموارد اللازمة وتمكين الامتثال من أداء مهامه باستقلالية وفاعلية حيث أصبح الامتثال جزءا لا يتجزأ من عملية اتخاذ القرار خاصة في ما يتعلق بإطلاق منتجات أو خدمات جديدة أو حتى تطوير الأنظمة التقنية.
كما يتجسد اهتمام الإدارة العليا بالامتثال من خلال تعزيز ثقافة الالتزام داخل البنك وترسيخها وذلك عبر التدريب المستمر ورفع الوعي لدى الموظفين على جميع المستويات والتشديد على أهمية الالتزام باعتباره مسؤولية جماعية.
*ماذا عن دورات تأهيل الموظفين ومدى اهتمام البنك بهذا الجانب.. وهل هناك دورات تدريبية خارج البنك؟
-البنك يولي اهتمامًا كبيرًا بتأهيل وتطوير كوادره، خاصة في مجال الامتثال، ونُدرك تمامًا أن بناء ثقافة امتثال قوية يبدأ من تأهيل العنصر البشري وتزويده بالمعرفة والأدوات اللازمة للتعامل مع التحديات.
ويتجسد هذا الاهتمام من خلال وضع خطة تدريب سنوية شاملة تشمل جميع موظفي البنك، مع تركيز خاص على العاملين في الإدارات ذات العلاقة المباشرة بالامتثال، وفي هذا السياق يتم تقديم دورات تدريبية داخل البنك وخارجه أيضاً وتشمل هذه الدورات:
1. دورات داخلية تُنظَّم بشكل دوري داخل البنك، وتركز على مواضيع مكافحة غسل الأموال، ومكافحة الاحتيال العقوبات الدولية، حماية البيانات، والإجراءات الرقابية الداخلية.
2. دورات خارجية يشارك فيها الموظفون وخاصة المعنية بالمعايير الدولية، كما تعمل أيضا على تشجيع الموظفين على الحصول على شهادات مهنية معترف بها دوليًا من شأنها أن تعزز من كفاءة الفرد وتضيف قيمة مؤسسية للبنك.
*ما مدى استفادة البنك من التكنولوجيا لتحقيق الامتثال الفعال والكفؤ؟
يُدرك البنك أهمية التكنولوجيا كعنصر محوري في تعزيز كفاءة وفعالية منظومة الامتثال، ولهذا فقد أولى اهتمامًا كبيرًا بتوظيف الحلول التقنية الحديثة لدعم هذا الجانب الحيوي.
وقد تم اعتماد أنظمة رقابية متقدمة تُمكن من المراقبة الآلية للعمليات المصرفية، والتعرف على الأنشطة غير الاعتيادية فضلًا عن استخدام أدوات تحليل البيانات الضخمة ورصد المعاملات المشبوهة.
هذه الحلول التقنية أسهمت في رفع مستوى الدقة، وتسريع الإجراءات، وتقليل الاعتماد على المعالجات اليدوية، مما ساعد بشكل مباشر في تحسين جودة الامتثال، وتقليل المخاطر المرتبطة بعدم الالتزام، وتعزيز جاهزية البنك للتفاعل مع المتطلبات التنظيمية المتغيرة.
*ما أهمية الامتثال في مواجهة الجرائم المالية؟
تقوم إدارة الالتزام (الامتثال) بدور محوري في حماية البنك من الجرائم المالية، وتُعد بمثابة خط الدفاع الأول ضد الممارسات غير المشروعة، مثل غسل الأموال، وتمويل الإرهاب، والاحتيال، وانتهاك العقوبات الدولية.
وفي هذا الإطار تقوم الإدارة بوضع الأطر والسياسات اللازمة للوقاية من الجرائم المالية، وتطوير آليات الرقابة الداخلية، إلى جانب تنفيذ برامج التوعية والتدريب المستمر للموظفين. كما تُشرف الإدارة على أنظمة الإبلاغ عن المعاملات المشبوهة والتواصل مع الجهات الرقابية المختصة، بما يضمن الاستجابة الفورية لأي تهديدات محتملة.
ولا يقتصر الدور المتنامي لإدارة الالتزام في هذا السياق على الامتثال للتشريعات فقط، بل يشمل أيضًا تعزيز السمعة المؤسسية للبنك والمحافظة على ثقة العملاء والمساهمين والجهات الرقابية.
* في ظل التطورات التكنولوجية والتقنية المستمرة.. هل هناك تأهيل لتعزيز إدارة المخاطر والامتثال في القطاع المصرفي للتعامل مع الذكاء الاصطناعي؟
-أود التأكيد على أن الامتثال لم يعد مجرد التزام تنظيمي، بل أصبح عنصرًا استراتيجيًا أساسيًا لحماية سمعة المؤسسات المالية وضمان استمراريتها لا سيما في ظل استمرار ثورة التطورات التكنولوجية التي بات الذكاء الاصطناعي يمثل أبرز تجلياتها.
ولذلك أوصي بضرورة تعزيز ثقافة الالتزام على جميع المستويات داخل المؤسسات المصرفية، إلى جانب الاستثمار المستمر في تأهيل الكوادر وتوظيف التكنولوجيا الحديثة، بشكل مسؤول ومدروس.
كما أن التعاون وتبادل الخبرات بين البنوك، والالتزام بالتعليمات الرقابية، سيساهم في بناء بيئة مالية أكثر أمانًا واستقرارًا، بما يتماشى مع أحكام الشريعة الإسلامية ومتطلبات الجهات الرقابية.